قال تعَالى { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }
كرّم الله بنو آدم , وجعلهم في أحسن تقويم .. وأنعم عليهم بـ نعمة [ الإسلام ] ..
وإنتمَاء الإنسَان لـ هَذا الدِين هُو خير شَرف يُستحقّ أن يُتفاخر به , وهو عَكس مَانراه
بالوَقت الحالي , والذي يَكمُن في جَعل النسَب والقبليَات اختيار للأفضليـّة بين النَاس
واتخاذه سبباً للتكبّر على الآخرين أو التفرقة بين المسلمين وتقسيمهم
إلى طبقات وفئات , ونَعت من يختلف عن جنسيّة الغير بـ اسم جنسيته ,
وكأنهُ ليسَ مِن أبنَاء المسلمين .. الأمر الذي يصِل أحياناً إلى الإستهزاء بالجنسيّات
الأخرى , وبلا شكّ .. تولّد مثلَ تِلك الإستهزاءات الكثير من الكُره تِجاه أبناء
المسلمين مِن الدول الأخرى , ونحنُ نَرى أمام الأعيُن والكُل يُشاهد كيف هِي تِلك
الحساسيات التي يتداولها البَعض في حديثهم عن مُختلف البلدَان المُجاورة والعربيّة ..
قد يقول البَعض بأن مثل هذهِ الأمور هي نتيجة لما فعلت أيديهم , وهي بالواقع
صَدرت مِن أشخاص لا يُمثلون سوى 5 % من أصحاب الجنسية المُعينة ,
ويتم الحُكم على الأغلبية بعد تلك المواقف .. وكأنهم جميعاً فعلوها سواسيَه ,
يتجاوز الأمر نطَاقه ليصِل إلى إستهزاء أبنَاء الوَطن فيمَا بينهُم , قبيلة فُلان وفُلان ..
ولازال البعض وللأسف الشديد ينادي بالعصبيات القبلية ويعظّم مِن شأنها ,
والتقليل مِن قيمة بَاقي الأنسَاب والقبائل , والسؤال .. ماذا أفدتَ الأمة الإسلامية ؟
وبماذا أفدت العَالم ؟ , لا يتغير شيء سِوى إزدياد الجَهل والتبعثر بين الأمم ..
أمثلة بسيطَة رأيتها أمام عيني :
حادث مروري بيني وبين رجُل ( مصري الجنسية ) كبير بالسنّ و مُلتزم ..
كَان هو المخطئ , أتى رجل المرور وجعلَ مِنه لاشيء بعدَ أن مسَح بكرامته الأرض ..
وكأنه هُو من اصطدم بـ رجُل المرور وليس بي .
رجل يمشي بالشَارع ( هندي الجنسية ) , تاركاً أهله لكي يكسب لُقمة العيش هُنا
يأتي شابّ طائش وبكُل استهتار ليرمي المَركبة عليه لكي يُرعبه ..
جميع من في السيارة يضحكون .
من الجيرَة رجُل محترَم جداً ( سودانيّ الجنسية ) , لم يُعجَب به أبناء الحيّ الصغار
ولا بأبنائه .. باتت المشاكل شيء طبيعي يومياً بين الأبناء , الأمر الذي أدى إلى
استغراب ربّ الأسرة من التصرفات , إنتقل بعد بضعَة أسابيع .
إدعاء الكمَال شيء مستحيل , فهو لله سبحَانه وتعالى ومَع ذلك ..
نجد الكثير مِمّن يُفكّر مثلَ هؤلاء وكأنهُ قد خُلقَ مِن ذهَب , لا يُخطئ ولا يتنازل ..
قد يكُون منّا مَن استهزئ فعلاً بـ جنسيّة مُعينة .. والأكيد بأنه تَم الإستهزاء بنَا ,
ولكن تظلّ في بَالي تِلك الأسئلة :
- إلى متَى سوف يدوم هذا التفكير ذو النطاق المحدود والعقلية المحدودة !
- كيف نتخلّص مِن تِلك العادات والرقي بالفِكر ؟
رُبما يطوُل الأمر ولا نستطيع التغيير من أطبَاع البشَر ,
ولكن .. لنُغيّر مِن أنفسنا أولاً , لنشر الوَعي الفكري وتغييرهم ~
منقول :ناطر الردود